ar

لطالما تفاني في عمله؛ وكان لانحنائه المستمر لتشكيل الحدوات على أكمل وجه أو لتقليم حوافر الخيل آثارًا سلبيةً على جسمه. وتتصاعد أخطار الإصابة عند التعامل مع الخيول الهائجة أو الخيول حادة الطباع. ومن المفارقات أن البيطار المشهور عالميًا ستيف كراوس يقول إنه بعد 50 عامًا من العناية بقدم الخيول، إلا أن قدميه باتت هي التي تخذله فحسب. وكان لهذا البيطار البارع المعتمد بدايات غير مألوفة في هذا المجال؛ حيث نشأ بصفته كبير المحاضرين ورئيس خدمات البيطار بجامعة كورنيل على بعد عدة مبانٍ من ملعب يانكيز الأصلي في حي برونكس. أثار التلفزيون الأبيض والأسود اهتمامه بالخيول بفضل البرامج والمسلسلات الشهيرة في الخمسينيات من القرن الماضي والتي تضمنت المسلسل الإذاعي والتلفزيوني "Gunsmoke" ومسلسلات رعاة البقر مثل "Hop A Long Cassidy" و "the Roy Rogers Show" وغيرها. لقد تابع بشغف كل حلقة من حلقات هذه المسلسلات وتاق إلى تقليد أبطالها من رعاة البقر. امتلك أجداده منزلاً صيفيًا في روكي بوينت على طول الشاطئ الشمالي لجزيرة لونغ آيلاند، ومع وجود إسطبل لركوب الخيل بالقرب منه، أتيحت أمامه فرصًا كبيرة لامتطاء الخيل.
‎ ‎ ‎ يقول: "تقريبًا كل يوم سبت صباحًا، كنت أركب حصانًا صغيرًا مقابل 25 سنتًا". "اعتاد والدي أن يمتطي الخيول في أيام شبابه، لذا عندما أصبحت أكثر ثقة بنفسي في هذا الشأن، اقترح أن نخرج سويًا في رحلة لركوب الخيل عبر طرقات المدينة."

Kraus

وكان من الممكن أن تكون تلك الرحلة الأولى عبر طرقات المدينة رحلته الأخيرة. فعلى بعد حوالي ربع ميل، انطلق الحصان الذي يمتطيه بسرعة عائدًا إلى الحظيرة، ملقيًا بكراوس من على ظهره على طول الطريق. وبدلاً من أن يتملك الخوف من الطفل الذي كان يبلغ من العمر 6 سنوات آنذاك، أصبحت هذه الحادثة محفزة له وزادت من رغبته في امتطاء الخيل. وبعد سنوات قليلة، حضر أول مخيم صيفي بالمبيت وكان يطلق عليه اسم "كامب هسكي" وتملكه عائلة هارتونغ.

‎ ‎ ‎

ولما كان هذا المخيم يقع خارج مدينة بينغهامتون بنيويورك، فكان محاطًا بتلال خضراء شديدة الانحدار - وهذه الطبيعة تتناقض بشدة مع مدينته التي تتسم بأميال من الأرصفة الخرسانية الرمادية الممتدة في كل مكان والحدائق المشذبة المتساوية مع حجم المباني في الحي الذي ترعرع به بستيف كراوس أثناء طفولته. واظب ستيف على الانضمام لنفس المخيم لمدة أحد عشر صيفًا، ولكنه لم يكن ليتنبأ قط بأن هذه التجربة الثرية ستلهم حياته المهنية طوال حياته.

‎ ‎ ‎

يقول: "لطالما أذهلني كيف يمكن أن يلعب القدر دورًا محوريًا في توجيه حياة الإنسان نحو اتجاه معين". وأضاف: "فعندما ألقيت أول نظرة على المخيم، لم يكن لدي أدني فكرة عن التأثير البالغ الذي سيكون له على حياتي."

‎ ‎

ويستطرد ستيف: "كنت أعرف أن الخيول ترتدي الحدوات وأن حدادًا يثبت هذه الحدوات، إلا إنني لم أشاهد قط ذلك بعيني من قبل. وقررت أن أدخل نفسي في هذه المهمة من دون تردد أو إعادة النظر بالأمر. ؛ فلقد كان ذلك جزءًا من سعيي لأصبح فارسًا بارعًا، ولم أكن أعرف حقًا أن هذا سيصبح هوسًا بالنسبة لي."

‎ ‎

kraus 2

نظرًا لأن تثبيت حدوات الخيول كان أمرًا خطيرًا، لم يُسمح له بالقيام بمهام كثيرًا أثناء التخييم. ولكنه تعلم كيفية فك الحدوات ولطالما أمطر البيطار بأسئلة لا نهاية لها. وهكذا، مع انقضاء كل معسكر تخييم صيفي، أصبح ستيف أكثر فأكثر جزءًا من عائلة هارتونغ التي باتت توكل إليه مسؤوليات متزايدة، والتي بلغت ذروتها بتقليمه لحوافر ما يقرب من 30 حصانًا وتثبيته لحدواتها أثناء تلك المعسكرات الصيفية وذلك جنب إلى جنب بالمشاركة مع كريس هارتونغ.

‎ ‎ ‎

ويذكر كريس هارتونغ: "لقد تعلمنا أثناء العمل كيفية تثبيت الحدوات". فلقد كان والداه يمتلكان المخيم، لذلك فلقد قررا أن يؤدي كريس هذه المهمة بدلاً من دفع رواتب للحداد. وأضاف: "مثل أي شيء في بدايته، كان هناك الكثير من التجربة والخطأ أثناء إنجاز هذه المهمة في البداية."

‎ ‎ ‎

وكان لسلسلة تجارب امتطاء الخيول نصيبها من الخيول سهلة الانقياد التي كان من السهل التعامل معها، وبشكل متوازن كان هناك تلك الخيول العنيدة المقاومة التي كان لا بد من إقناعها أولاً للفوز بتعاونها. وأخيرًا في عام 1965م، قرر كريس أن ستيف أصبح جاهزًا لإنعال أول حصان وتثبيت حدوته بمفرده.

‎ ‎ ‎

ويحكي ستيف: "كان لدينا فرس لطيف اسمه مافريك وكان من المفترض أن يكون أول محاولة لي". ويستطرد: "لا أتذكر كيف تمت المهمة على ما يرام، لكني أتذكر جيدًا كيف اهتزت ساقاي خوفًا آنذاك. وإذا أخبرني أي شخص حينها أنني سأصبح بيطارًا ومعلمًا معروفًا دوليًا، لكنت سأشك يقينًا في سلامته العقلية ".

‎ ‎ ‎

أكسبت هذه المحاولة الأولى ستيف الثقة بقدراته وأكدت رغبته في مواصلة العمل بهذه الحرفة. وهكذا، أصبح ستيف أكثر كفاءة بشكل متزايد مع كل تقليم لحافر حصان أو تثبيت لحدوة؛ وأصبح ملمًا بتشكيل حدوات الخيول للعمل على ملاءمتها بأفضل صورة لكل حصان لتجنب مشاكل تكوين الحدوة مع الحصان.

‎ ‎ ‎

يقول كريس عنه: "لقد ارتقى ستيف بإنعال الخيول إلى مستوى غير مسبوق. فلقد بدأ في صنع حدوات تتوافق مع متطلبات أحصنة الجر وخيول السباقات وكان ذلك نقطة انطلاق مسيرته المهنية. كما أن لديه قدر لا يُصدق من الطاقة والتفاني في المهنة."

‎ ‎

التغلب على المشاكل والاستفادة مما هو متاح

‎ ‎ ‎

عندما التقط ستيف طاقم عدته الأول من الكماشات، كان عليه أن يجعله يفي بالغرض ويستفيد مما هو متاح فحسب. فجدير بالملاحظة أن البيطار الأصلي الذي كان يعمل بكامب هسكي استخدم قطعة من مسار السكة الحديد المعدل كسندان. فلقد كانت الحرب العالمية الثانية قد قضت على تجارة الحدادة. بعد أن توقف سلاح الفرسان الأمريكي عن استخدام الخيول وحلت المركبات الآلية محل العربات التي تدفعها الخيول &nbsp؛ في المجتمع، وتزايدت قيمة حدوات الخيول وأدوات البيطار كخردة يمكن استخدامها لإنتاج الدروع للجيش.

‎ ‎ ‎

ويوضح ستيف هذا الأمر قائلاً: "أُرسلت حدوات الخيل والسندانات بداخل عربات السكك الحديدية الممتلئة لتُصهر من أجل تصنيع الدروع." ويضيف: "وبعد انقضاء الحرب كنا نستخدم ما تبقى من هيتلر كأدوات للسحب والتثبيت والسكاكين ذات المقابض الفولاذية. ولذلك فلقد اعتدنا الاستعانة بأداة قطع الحافر مع الأبقار وكان لدينا مطرقة ثقيلة للغاية برأس كروي نستخدمها لأغراض التشكيل".

‎ ‎ ‎

لقد تخطى نبوغ ستيف أكثر من مجرد "التغلب على المشاكل والاكتفاء" بالأدوات القديمة المتوفرة في ذلك الوقت. فلقد طور عملاً مربحًا لإنعال الخيل بينما كان

‎ ‎

لا يزال طالبًا - في البداية في كلية فارمينجديل الحكومية ثم فيما بعد بجامعة كورنيل - حيث درس علوم الحيوان مع التركيز على ماشية التسمين (الماشية التي تربى من أجل لحمها). اكتشف أثناء دراسته بجامعة كورنيل متجر البيطار الملحق بكلية الطب البيطري بالجامعة.

ويحكي قائلاً: "كنت أنعل الخيل بمفردي لعدة سنوات وأتقن عملي مع بعض الخيول حادة الطباع الخشنة للغاية. واعتقدت أنني أصبحت ملمًا بالكثير عن إنعال الخيول. وعندما دخلت هذا المتجر، وشاهدت مجموعة حدوات الخيل الجميلة، ومصاهر المعادن و(ماكينات الجز) لدى هارولد، أدركت أنني كنت أمزح بشأن معارفي في هذا الشأن."

‎ ‎ ‎

وكان يزور هارولد البيطار كثيرًا، ويسأل أكبر عدد ممكن من الأسئلة. وفي نفس الوقت كان يحضر محاضراته في جامعة كورنيل الخاصة بدراسة إدارة الثروة الحيوانية، الأمر الذي كاد أن يبعده عن العمل كبيطار. وحدث أن اشترى أحد الأقارب أرضًا في الجنوب لبدء مشروع مزرعة لتربية الماشية وطلب من ستيف إدارتها. لكن والده نصحه بعدم القيام بذلك.

‎ ‎

ويضيف ستيف: "وكانت هذه النصيحة تعبر كثيرًا عن موقف والدي الذي لم يكن مهتمًا بالعمل في إنعال الخيل؛ فلقد كان والدي طيارًا لطائرة من طراز B25 وطار لتوصيل الإمدادات العسكرية للصين والهند وبورما. وأراد أن يصبح مهندسًا للطيران بعد الحرب. ورفض والده وأخبره بأنه سيعمل في تجارة الملابس الخاصة به."

‎ ‎

Kraus 3
Kraus 4

ويقول ستيف: "وهكذا، أصبحت الدروس التي تعلمتها من خيول الفروسية ورياضة البولو بالجامعة على مر السنين ذات قيمة كبيرة بالنسبة لي. وكان هناك العديد من الخيول التي جرى التبرع بها والتي عندما وصلت إلينا كانت تعاني من مشاكل وإصابات ناجمة عن طبيعة تشغيل هذه الخيول فيما سبق. ولقد تمكنت من تعلم الكثير من خلال محاولتي لمعالجتها وكنت أجرب حلول مختلفة لإنعال هذه الخيول بحرية، وذلك دون الاضطرار إلى التعامل مع مالكها وعصبيته."

إن متابعة ستيف عن كثب لعمل البيطار منحه الفرصة لمعرفة تفاصيل مهنة عشقها فعلاً، بل إنها أيضًا كانت سببًا في إنقاذ حياته وذلك على حد قوله.

ويقول ستيف: "لقد تخليت عن حقي في التأجيل الخاص بالطلبة خلال ذروة حرب فيتنام لأجرب حظي وفرصتي في الانضمام للجيش، أنه سيكون من الأفضل الانضمام إلى مشاة البحرية. وكنت قد وكان 228 هو رقم حظي. وعندما بدأ الجيش في استدعاء الأرقام، قررت بدأت العمل الورقي ولكني لم أنته من أعمالي الخاصة بإنعال الخيول مبكرًا بما يكفي لتسليم أوراق التقديم للتجنيد. وفي يوم الإثنين التالي، انتهت تلك الجولة من التجنيد وتوقفت عند الرقم 195، لذلك لم يتعين عليَّ الانضمام للجيش على أي حال."

كيف أصبح ستيف & nbsp؛ من & nbsp؛ "أبرز رجالMUSTAD & nbsp؛"

بعد التخرج من الجامعة، أصبح بوسع ستيف إنعال الخيول بدوام كامل، وتنافس في مسابقات البيطار على طول الساحل الشرقي فضلاً عن إنه افتتح متجرًا لمستلزمات البيطار وكل ما يحتاجه للعناية بالخيول في عام 1975م. وفي أوائل نوفمبر من عام 1976م، طلب منه دوج بتلر حضور اجتماع مع المديرين التنفيذيين من شركة Mustad Horse Nail Company من السويد. إلا أنه في ذلك الوقت لم تكن شركة Mustad معروفة لدى البيطريين الأمريكان، على الرغم من هيمنة الشركة على الأسواق في كل مكان تقريبًا حول العالم. وبالرغم من أن العلامة التجارية Mustad كانت معروفة للصيادين الأمريكان بصفتها أكبر منتج وموزع لصنانير صيد الأسماك في الولايات المتحدة. كان مركز التوزيع الخاص بهم في مدينة أوبورن - نيويورك، على بعد 30 ميلاً شمال إيثاكا والتي - كما يقول ستيف. تعد المكان الأمثل لطلب المشورة بالقرب من&nbsp؛ جامعة كورنيل. ولم يكن الصيادون أو الذين يعملون بتجارة الصنانير في أوبورن يعرفون شيئًا عن الخيول أو حدوات الخيول أو المسامير التي كان من المفترض أن تبيعها الشركة.

ويؤكد ستيف: "اتخذت قراري آنذاك أن مسامير Mustad تتمتع بإمكانات جيدة، إذا كان من الممكن إجراء بعض التعديلات عليها."

وعلى مدار السنوات القليلة التالية، أصبح ستيف سفيرًا لـشركة Mustad؛ حيث عرف السوق الأمريكي بمنتجاتها من المسامير ووفر للشركة المعلومات المتعلقة بكيفية تحسين المنتج. وخلال هذه الفترة الزمنية، أدرك ستيف أن Mustad يمكن أن تطور نمطًا للمسامير لم يكن متاحًا، ولكنه سيكون مفيدًا بشكل خاص للخيول ذات الحوافر رقيقة الجدران والخيول من نوع الحصان الأصييل، ثوروبريد وكوارتر.

حيث اعتادت شركة Mustad تصنيع المسمار ذي الرأس طراز City بمقاسات 4 1⁄2 مع ساق أقل نحافة، لكن الرأس الأصغر في الحجم كانت غير محكمة وواسعة نوعًا بالنسبة لحدوات الحصان بالمقاسات القياسية. ‎ ولقد كانت معظم الحدوات ذات الحجم المتوسط المصنوعة في الولايات المتحدة في أواخر السبعينيات مثقوبة بمقاس المسمار ذي الرأس طراز 5 City. وهو مسمار يناسب الثقوب بالمقاسات القياسية ولكن حال إذا ما تمتع بساق مسمار أنحف، لأصبح ملائمًا أكثر في الاستخدام.

لذلك يقول ستيف: "لقد اقترحت مسمارًا جديدًا برأس مقاس 5 مع ساق بمقاس 4 1⁄2". ‎ واستجاب المصنع وأرسل لي نماذج أولية من هذا المقترح، والتي كانت بالضبط ما أردت. وأطلقنا عليه اسم مسمار "Combo".

عندما غزا مسمار Combo السوق، كان أول تصميم عظيم& nbsp؛ يحدث تغييرًا جذريًا في زمنه. لقد كان بحق تصميمًا مبتكرًا وعملاً رائدًا مهد الطريق لكل الطرازات ذات النصال الرفيعة والمسامير في المستقبل.

ويضيف قائلاً: "لقد لاقي هذا المسمار استحسانًا كبيرًا وغيّر صورتنا فعليًا بالسوق."

‎ ‎

وعندما أصبح ستيف مستشارًا Mustad Horse Nail Company ، استخدم خيول مسابقات البولو الخاصة بجامعة كورنيل لاختبار المسامير الجديدة، ومتابعة تطور نمو الحافر&nbsp؛ المستلزمات المطلوبة وأنواع الغراء اللازم لحدوات الخيول بالإضافة إلى العديد من المنتجات الأخرى، لذلك كان لديه فرصة&nbsp؛ أن يقوم بنفسه بالتجارب الأولية لهذه المنتجات. ومنْ ثَمَّ، كان لما يتمتع به من معرفة وتفكير مبتكر أن اعتبرته شركة Mustad من أهم رجالها الذين لا غنى عنهم لأنه بارع بشكل لا يقدر بثمن. فضلاً عن شخصيته الفريدة وما يتمتع به من عقود من الخبرة.

‎ ‎ ‎

ويصفه كريس قائلاً: "يمكنه التحدث لساعات بقصص ممتعة عن ركوب الخيل."

بصفته "رجل Mustad"، سافر ستيف حول العالم لتشجيع البيطريين على استخدام منتجات Mustad ومشاركة نصائح خبرائه حول أفضل الطرق لإنعال الخيول وتقليم حوافرها ومواجهة جميع أنواع تحديات تكوين الحدوات.

يحكي ستيف: "لقد أوقفتني دورية حدودية في كندا، واضطررت إلى الإسراع عبر صالات المطار وأنا معي أكثر من 100 رطل من حدوات الخيول بحقيبتي واضطررت إلى قيادة شاحنة بيك آب جديدة تمامًا من نيويورك إلى ألباكركي أكبر مدن ولاية نيومكسيكو ومعي الكثير من أموال السفر لعقد اتفاقية مع الجمعية الأمريكية للبيطريين (AFA) والتي قد حالفني الحظ وفزت بها."

وفي عام 2016، كُرم ستيف رسميًا بقاعة مشاهير البيطريين الدولية /International Farriers Hall of Fame وأتيحت له الفرصة لزيارة مصنع Mustad في السويد لأول مرة.

Kraus 5

لقد ظل طوال الوقت يساعد Mustad في إثبات نفسها بين البيطريين في السوق الأمريكي، وكانت هذه الرحلة الطويلة من الإنجازات تمهد الطريق للمرحلة التالية من حياته؛ والتي تتضمن بيع أعماله وقبول التقلد بمنصب في جامعة كورنيل ليترأس كلية البيطريين المرموقة.

ويصف ستيف ذلك قائلاً: "قد أصبح واضحًا بالنسبة لي أن كل ما مررت به من سفريات وممارستي لعلاج الخيول والعمل مع أعظم البيطريين في العالم، كان تمهيدًا ومرحلة إعداد لهذه المهمة الجديدة. ‎ فلم يكن بإمكاني قط تحقيق ما وصلت إليه من نجاح من دون التعاون مع Mustad."

&nbsp؛ إرث ثري &nbsp؛ مدى الحياة

حرص ستيف على وجود لوحة للتعليق على مُنظم جداري في مكان بارز بداخل الفصل الصغير حيث كان يمكن للطلاب مشاهدة مقاطع فيديو توضح كيفية رعاية حوافر الخيول أو الاستماع إلى محاضرة. ‎ بالإضافة إلى مشاهدة الحدوات المعروضة على اللوحة والتي كانت كل واحدة منها من صنع طالب سابق كان في فصول ستيف. وكان ستيف يترك للطلاب حرية اختيار نمط الحدوة التي يرغبون في صنعها وحجمها – ولكن بشرط وحيد؛ ألا وهو أن ينتهي الطالب من تشكيلها قبل انقضاء البرنامج التدريبي وأن يعلقها على الحائط مع سابقيها.

تقول آشلي شو، إحدى الطالبات لدى ستيف في ربيع 2019م: "إن الدروس الصغيرة اليومية التي يعلمها ستيف لطلابه جنبًا إلى جنب مع روح الدعابة التي يتمتع بها تهيئ المتدربين لما سيحدث على الطريق عندما لا يتواجد أحد &nbsp؛ لإرشادهم."

تقول كايلا كريستوفرسون، إحدى الطالبات لدى ستيف في ربيع 2019م. "يحمّلنا ستيف المسؤولية؛ فهو يخبرنا شيئًا منطقيًا مثل أن علينا إبقاء الكماشات في وضع مستقيم. وقد تعتقد أنك تمسكها بشكل مستقيم إلى أن تفاجئ أن رأسًا خفيفًا لمسار قد أفلت منك بعد بضعة أسابيع من هذه النصيحة، وتفكر حينها ماذا لو كنت أبقيت الكماشة في وضع مستقيم كما أخبرني ستيف."

Kraus 6

الأهم من ذلك، لقد ظل ستيف دومًا قدوة يحتذى بها؛ وكان يتميز بصدقه مع الطلاب بشأن مهاراتهم في العمل. وحرص على تشجيعهم من أجل تحسين حرفتهم ورفع مستوى مهاراتهم طوال الوقت.

ويذكر بريندان بوي، طالب من طلاب ستيف تحت التمرين ليصبح بيطار في ربيع 2019م. ‎ "لقد أوضح لنا أن الأمر كله يتعلق بالاهتمام بالتفاصيل، فأخبرني في بداية الفصل الدراسي أنه لن يسمح لي بإنهاء العمل بمنزله، ولكنه يرغب في أنني أتم العمل في إسطبله. لقد ساعدني في إدراك أن الانتهاء من مهمة إنعال الحصان بمهارة لتبدو بلمسات نهائية ليد بيطار ماهر بدلاً من مجرد تثبيت مسامير قصيرة أمر في غاية الأهمية."

عندما بدأ ستيف التدريس لأول مرة، كان يعتقد أن هذا من شأنه مساعدة الخيول. وذلك حال إذا ما تمكن من تعليم البيطريين الطامحين كيفية تقليم حوافر الحصان بشكل صحيح وتثبت حدوته وشرح لهم كيف يمكن للرعاية الوقائية أن تمنع بعضًا من أسوأ حالات إصابات وتدهور الحوافر، بل حتى يمكن تجنب الحاجة إلى التدخل الجراحي. ومن ثم، فإن الخيول ستكون في حالة أفضل نتيجة للقيام بذلك.

إلا إنه من خلال التدريس، حقق إنجازات تفوق هذا الهدف الذي تمثل في راحة الخيول. لأنه استطاع أن يحدث تغييرًا بحياة الأشخاص وليس الخيول فحسب.

ويذكر ستيف مثال على ذلك: "يتصل الطلاب ليخبروني أنهم دفعوا مقدمًا لشراء منزل بفضل المهنة التي تعلموها على يديَّ، وأن هذا الأمر لم يتخيلوا أبدًا أنهم سيكونون قادرين على القيام به".

Please note:

You're about to leave this website.

Yes, take me to