ar

توازن الحافر – متى وأين؟

yogi 1

كانت فنون البيطرة حتى عهد قريب قائمة على الموروثات والأدلة المتناقلة والتجربة الشخصية، ولكن مع ظهور التقييم الموضوعي للحركة وأبرزها أنظمة ألواح الضغط، تحدث ثورة جديدة في أبحاث فنون البيطرة القائمة على الأدلة (أوسترلينك وآخرون 2019).

وما تزال الدراسة العلمية للعلاقة بين توازن الحافر والجهاز العضلي الهيكلي الأوسع في مهدها، ولكن لا يصعب علينا أنَّ نرى أنَّ الدور الكبير لهذه العلاقة في تحقيق الأداء الأقصى لخيولنا والحفاظ على صحتها وعلاجها بعد الإصابة.

 

فالحافر نقطة تلامس الخيول بالأرض، وهكذا تؤثر الميكانيكية الحيوية لهذا التفاعل على التأثيرات الفسيولوجية للحركة على حيوان معين، ولكن لا يعني ذلك أنَّ افتقار هذه العلاقة إلى المثالية يرجع إلى البيطار. وعلينا أنَّ نفهم أنَّ شكل الحوافر يتوقف على القوى المؤثرة عليها (كيرتيس 2002، كالدويل 2016). فالتكوين ونمو الحافر وحلقة التغذية الراجعة عن الميكانيكية الحيوية للحافر آثار مباشرة على شكل الحافر. ولهذه المحاور تأثير سلبي على وظائف الأعضاء فور انتهاء البيطار من الحافر.

ولا يستطيع البيطار تغيير تكوين حافر الخيول بعد مرحلة إغلاق صفائح النمو، وليس بوسعنا عندئذ إلَّا توفير تفاعل أكثر توازنًا مع الأرض من خلال تقييم كل حافر على حدة وتركيب الحدوة بناءً على ذلك.

وحتى مع التكوين المثالي، فإنَّ للنمو الطبيعي للحافر آثار سلبية على الهياكل الداخلية للحافر (مولمان وآخرون 2006، ڤان هيل وآخرون 2004، 2005). وفضلاً عن عيوب تكوين الحافر التي يعاني منها كل حصان، فلديك مجموعة معقدة من الآثار الفسيولوجية. وقد ناقشت دراسة كيرتس (2002) التباينات التي لا حصر لها بين القوى المؤثرة على الحافر في كل حصان، ومع ذلك يمكنك التنبؤ بميول بعض التكوينات وكيف ستشكل الحافر.

وفي أغلب الأحوال (بافتراض قيام البيطار بعمله على الوجه الصحيح)، فإنَّ تشوه الحافر يحدث بسبب سوء التكوين والتحميل خارج المحور من الأعلى، وليس العكس. ومع ذلك، فعلى البيطار اكتشاف عدم التوازن والحرص على تحقيق الكفاءة الثابتة والديناميكية من جديد.

yogi 2

شكل رقم 1: يتسبب النمو الطبيعي للحافر في تزايد العزم حول المفصل السلَّامي البعيد، ويزيد من الحمل على وتر من أوتار العضلة المثنية الإصبعية العميقةومنطقة العظم الزورقي، وهذا يعني أنَّ طول المسافة بين تركيب الحدوة يعرِّض الحصان بالفعل لمشاكل خطيرة.

ناقش الدكتور كيلمارتن (2014) العلاقة بين توازن الحافر والجهاز العضلي الهيكلي الأوسع، وذكر أنَّ عدم التوازن، وإن قلَّ، يمكن أن يسبب تغيرًا في نمو العضلات وتوتر في الجزء العلوي من الجسم. وتوصَّلت دراسة حديثة (لارسون 2019) إلى هذه النتائج، وخلصت إلى وجود علاقة وثيقة بين تشريح الحافر وميكانيكيته الحيوية، وهكذا يمكن أن يكون لتدخلات البيطار تأثير كبير على حركة الفرسى.

‎ ‎

‎يمكن أن تؤثر فنون البيطرة على الميكانيكية الحيوية في كل مرحلة من مراحل وقفة الحصان من خلال تدخلات مختلفة. 

 

فتوازن الحافر يعتبر الخطوة الأولى والأكثر أهميةً وتعقيدًا نحو فنون البيطرة القائمة على الأدلة وإنشاء حلقة تغذية راجعة إيجابية. ولا شك أنَّ النتائج القاطعة حول هذا الموضوع ما تزال بعيدة المنال.

 

 

يكثر الحديث عن قضية توازن الحافر، وما تزال غير موضوعية، بل تضيف الأبحاث الجديدة المزيد من التعقيدات لفهم الممارسات الجيدة.

تعتبر تحقيق التوازن لأقدام الخيول من أبرز عوامل الحفاظ على جودة أدائها وسلامتها لفترات طويلة. ويرى الباحثون أنَّ التوازن الأمثل يتحقق بتوزيع وزن الحصان بالتساوي على أقدامه (فارمر 2011).

ولكن يبقى السؤال: متى يحدث ذلك؟

يمر الحصان بعدة مراحل وصولاً إلى مرحلة وقفة الحصان، وهي الفترة الزمنية التي يلامس فيها الحافر الأرض على عكس مرحلة التأرجح، وهي الفترة الزمنية التي يكون فيها الحافر في الهواء. وسيؤثر توازن الحافر على التحميل في كل مرحلة من مراحل وقفة الحصان!

لا يكاد يوجد للبيطار تأثير على مرحلة التأرجح وعلى مدة حدوثها كذلك؛ إذ يتوقف ذلك بالدرجة الأولى على عدم تماثل الأسطح المفصلية للمفاصل وتوتر العضلات القريبة ومولدات الأنماط المركزية (هيجان وآخرون 2017، تابور وآخرون 2020). إلَّا أنَّ البيطار يلعب دورًا كبيرًا في التفاعل بين الحافر والأرض بداية من التصادم الأول ووصولاً إلى كيفية بسط الحوافر.

yogi 3

شكل رقم 2: مراحل الحركة

وقد ثبت أنَّ توازن الحافر يؤثر على التحميل على الحافر طوال مرحلة وقفة الحصان هذه.

يستعين المختصون بالعناية بالحوافر حتى يومنا هذا بأعينهم لتقييم تصادم القدم وأحمالها. ويكون لهذا التقييم دور كبير في تحديد نهج التقليم الذي سيسلكونه، لكننا نعلم أنَّ طرق التقليم تختلف باختلاف البيطارين، وقد يحدث التقليم تغيرات كبيرة في تكوين الحافر (كومر وآخرون 2006، ڤان هيل وآخرون 2004). وترتبط تلك التغيرات في تكوين الحوافر إذن بالعرج (دايسون 2011).

قدمت التطورات الحديثة في مجال طريقة المشية والميكانيكية الحيوية تقنيات كثيرة لتقييم هذه المعايير بموضوعية (فارمازي وآخرون 2018). وقد أثارت الدراسات التي تستخدم هذه التقنيات تساؤلات حول دقة وأهمية ما تراه العين، حتى من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو بالحركة البطيئة.

وقد كشفت دراسة بحثت توازن المحور الراحي الظهري أنَّ التقليم لاستعادة نسب الحافر ساهمت في تقليل مدة مرحلة وقفة الحصان ومدة مرحلة التأرجح ومدة دورة المشي (فارمازي وآخرون 2018)، وهذا يتفق مع الدراسات السابقة. وتوصَّل ڤان هيل وآخرون (2004) إلى تراجع وقت الهبوط والإزاحة الجانبية القصوى لمركز الضغط بعد التقليم، ممَّا يعني أنَّ الحافر كان سرعان ما يتحمل الحمل على سطحه كاملاً بشكل مركزي.

yogi 4

شكل رقم 3: ڤان هيل وآخرون. (2004): تتبع مركز الضغط

تتبعت دراسة ڤان هيل وآخرين (2004، 2005) مركز الضغط (COP) في حافر مقلَّم مقارنة بحافر محروم من التقليم، وتبيَّن لهم أنَّ مركز الضغط قد تحرَّك حركة ذيلية جرَّاء ذلك. وقد اكتشف مولمان وآخرون (2006) كذلك هذه الحركة الذيلية لمركز الضغط. نقطة القوةإلَّا أنَّ هذه النتيجة تتعارض مع دراسة ويلر (2020) التي ناقشت الحركة الظهرية لنقطة القوة (PoF) (شكل رقم 3)، وهي نفس النقطة المحسوبة مثل مركز الضغط. إلَّا أنَّ جميع الدراسات اتفقت على أنَّ زيادة طول مقدمة الحافر قللت زاوية الحافر والراحة، مما زاد من قوة العزم حول المفصل السلَّامي البعيد زيادة دالة إحصائيًا.

yogi 5

شكل رقم 4: سوء التوازن الراحي/الأخمصي الظهري المرتبط بنمو الحافر أو طول مقدمة الحافر وانخفاض الكعب سيزيد من عزم الوتر الباسط على طرف الجسم. ممَّا يقتضي زيادة إجهاد هيكل الوتر المثني لمقاومة ذلك.

 كشفت دراسة ڤان هيل وآخرين أنَّ الهبوط الأول للكعب الجانبي الطفيف (شكل رقم 3) يعد الأكثر شيوعًا ويعتبر طبيعيًا، وتوصَّلت دراسات أحدث إلى النتيجة ذاتها. فقد ذكرت دراسة هيجان وآخرين (2017) أنَّ الهبوط المستوي أو الجانبي يعتبر طبيعيًا، وهذا يتسق مع ما توصَّلت إليه دراسة ڤان هيل وآخرين، لكنها شككت في اعتبار هبوط الكعب طبيعيًا بالنسبة للخيول غير العرجاء. وقد توصَّلت دراسة موكري وآخرين (2021) إلى نمط مشابه،  بحيث كانت أنماط هبوط الحافر الأكثر شيوعًا أثناء المشي مستوية (39.6٪) وجانبية (35.4٪) بمختلف تكوينات الحوافر. ومن المثير للاهتمام  أنَّ دراسة روجرز وباك (2007) تحدثت عن وجود تغيير في الهبوط المستوي بسرعات منخفضة عن هبوط الكعب بسرعات أعلى، كما أوضحت الدراسات الأخرى حدوث تغيير مع زيادة سرعة طريقة المشية.

أظهرت دراسة كلايتون وآخرين (1990) بوضوح وجود تأثير على كل مرحلة من مراحل وقفة الحصان بسبب سوء التوازن الراحي/الأخمصي الظهري. وأظهرت دراستا كلايتون (1990) وڤان هيل وآخرين (2005) أنَّ نمو الحافر زاد من زمن الهبوط وزمن الانحناء وزاد من حدوث الهبوط الأول لمقدمة الحافر (شكل رقم 5).

yogi 6

شكل رقم 5: كلايتون وآخرون. (1990) ڤان هيل وآخرون. (2004): آثار سوء التوازن الراحي الظهري على حركية الخطوة.

ومن الجلي أنَّ لتحسن التوازن الراحي الظهري، حيث تكون نسب القدم مثالية حول مركز الدوران، آثار إيجابية على الميكانيكية الحيوية للحافر في كل مرحلة من مراحل وقفة الحصان. إذ يساعد على تقليل حالات الهبوط الأول لسلَّاميات مقدمة الحافر المتعارف عليها ويقلل من عزم الوتر الباسط، فيخف الضغط على هياكل الوتر المثني.

يتصف البحث في التوازن الجانبي الأوسط بقلة الحسم وكثرة التعقيد.  فيبدو أنَّ الدراسات المذكورة أعلاه تتفق على أنَّ التصادم الأولي الأمثل يكون مستويًا أو جانبيًا، لكنها لا تتحدث عن مرحلة قد يصبح فيها الهبوط الجانبي الأكثر وضوحًا مرضيًا. وبالنظر إلى فنون البيطرة الحالية التي تركز على الهبوط المستوي لتقليل مخاطر الأمراض المرتبطة بأشكال الهبوط المذكورة، يصبح إيثار الهبوط المستوي، وكذلك الآثار الممكنة لإحداث هبوط جانبي، من العوامل التي يجدر بالأبحاث المستقبلية التعرف عليها.

فالتوازن، بطريقة مبسَّطة للغاية، يضمن تساوي التحميل على طرف الجسم. بحيث يشترك كل مفصل وعظمة ووتر وغضروف ورباط في تحمل الحمل وفق تصميمه لهذا الغرض، وبالتالي يقل خطر الإصابة بكثير (أوسترلينك 2019). وسلَّطت دراسة ويلسون وآخرين (1998) الضوء على آثار عدم توازن المحور الجانبي الأوسط، موضحة أنَّ نقطة القوة تحركت نحو النقاط العالية للحافر، ممَّا تسبب في عدم تساوي التحميل على طرف الجسم الداخلي. بما لم يقتصر على الحافر بل على الطرف كاملاً. وهكذا يعتبر تحقيق التوازن للحافر أساس أية عملية لتركيب الحدوة، سواء أكانت علاجية أو غير ذلك. ويكون ذلك بهدف تحقيق توازن أقرب ما يكون إلى المثالية؛ ذلك أنَّ توازن المحور الجانبي الأوسط والمحور الراحي الظهري أمر بالغ الأهمية للحافر قبل تركيب أي حدوة (أوسترلينك 2019). ولكن طرحت دراسات جديدة، مثل دراسة جونسون (2018)، تساؤلات حول المعنى الحقيقي للتوازن الجانبي الأوسط. وهكذا أضافت قياسًا جديدًا للمعادلة, قوى الاندفاع. وقوى الاندفاع عبارة عن قياس للأحمال التراكمية على الحافر خلال مرحلة وقفة الحصان بأكملها. وفي ضوء القدرة على تتبع مركز الضغط وحساب قوى الاندفاع الإضافية الآن، تظهر تساؤلات جديدة حول أهمية التصادم الأولي مقابل منتصف وقفة الحصان والآن مقابل الحمل التراكمي خلال مرحلة وقفة الحصان بأكملها.

وقد ربط الباحثون عدم التماثل بين ارتفاعات الجدار الأوسط والجانبي بأمراض المفصل السلَّامي البعيد بسبب التحميل غير الطبيعي على المفاصل المذكورة (أوسترلينك وآخرون 2015). ولذلك ركز تدريس فنون البيطرة اهتمامه على حالات الهبوط المستوية. ولكن باستخدام التقنيات الكمية مثل التحليل بألواح الضغط، فقد ثبت مرارًا وتكرارًا أنَّ الهبوط الجانبي يعد نمط الهبوط الأكثر شيوعًا (ڤان هيل وآخرون، 2004؛ أوسترلينك وآخرون، 2013)، مع أنَّ دراسة موكري وآخرين (2020) كشفت عن هبوط مستوٍ أكثر شيوعًا قليلاً.

 

وفي ضوء حديث هيجان وآخرين (2017) عن أنَّ للتقليم تأثير ضئيل على الهبوط خلافًا لما تلاحظه العين البشرية، فربما تظهر الخيول تفضيلاتها الفردية. وقد يساعد فهم نمط التحميل اللاحق طوال بقية مرحلة وقفة الحصان في الكشف عن السبب.

وكشفت دراسة هيجان وآخرين (2017) أنَّ موقع مركز الضغط كان منفصلاً عن التصادم الأولي، ممَّا يشير إلى أنَّ الهبوط المستوي لا يرتبط تلقائيًا بمركز الضغط في موقع مركزي خلال منتصف وقفة الحصان. ومن الآثار المترتبة على ذلك أنه يصبح من الضروري إيجاد خطة تقليم مثالية لكل حالة، مع أخذ ذروة قوى التلامس مقابل الحمل الأقصى خلال مرحلة منتصف وقفة الحصان بعين الاعتبار. واستطردت الدراسة لتقول إنَّ الحمل والتحميل على طرف الجسم في أثناء الحركة من المحتمل أن يكونا مرتبطين بتكوين الهياكل العليا ونموها مثل الكتف أو عرض الصدر أو زاوية المفصل الرسغي (تقوُّس داخلي و تقوُّس خارجي).

yogi 7

شكل رقم 6 أفادت دراسة هيجان وآخرين. (2017، 2020) أنَّ مرحلة التأرجح وأنماط الهبوط يمكن أن تتأثر بشكل أكبر بعدم تماثل مفاصل طرف الجسم، ومولدات الأنماط المركزية (تابور 2021).

 

وجدير بالذكر أنَّ إحداث هبوط مستوٍ لحصان يفضل الهبوط الجانبي أصبح موضع تساؤل، إذ يمكن أن يتسبب التغيير في التلامس الأولي نحو الهبوط المستوي في عدم تساوي التحميل على الحافر خلال مرحلة منتصف وقفة الحصان، حيث يؤثر أقصى حمل عمودي على الطرف.

وطرح جونسون (2018) تساؤلات مماثلة، كما ذكرنا سابقًا، بقياس قوى الاندفاع على الحافر. كما أضاف بعدًا آخر؛ ونقصد بذلك طريقة المشية.

yogi 8

شكل رقم 7: صور الاندفاع لثلاث طرق مشيات مختلفة قِيست من اليسار إلى اليمين؛ وهي المشي والهرولة والخبب. وهي مقسمة لأرباع لحساب التوزيع الراحي الظهري والتوزيع الجانبي النصفي للاندفاع عبر سطح التحميل الأرضي للقدم خلاف وقفة الحصان. بإذن من جونسون (2018).

أسهبت دراسة جونسون (2018) في الحديث عن مختلف أنماط التحميل في طرق مشيات مختلفة، مستشهداً بدراسة سابقة، رايلي (2010)، التي توصَّلت خلال المشي إلى وجود تحميل على الحافر بنسبة 65٪ جانبيًا، في حين أظهرت النتائج خلال الهرولة تقسيم القوة بنسبة 50:50 جانبيًا ووسطيًا. واكتشفت دراسة جونسون (2018) أنَّ الاندفاعات التي تؤثر على السطح السفلي لحافر الحصان خلال المشي والهرولة والخبب اختلفت عند المقارنة بين مراحل وقفة الحصان لمختلف طرق المشيات. ويؤثر ذلك، مثلما كشفت دراسة هيجان وآخرين. (2017)، على فهمنا للتوازن.

هل يعني الهبوط المستوي مرحلة تحميل مركزية؟ وهل التوازن في المشي يعني نفس توازن الهرولة أو الخبب؟

نستشهد بدراسة جونسون (2018) حين قالت: ”لهذا الأمر تأثير كبير على الممارسة السريرية، إذ يميل البيطارون إلى تقييم التوازن الديناميكي للحافر خلال المشي وتقييم السلامة خلال الهرولة، وهكذا يميلون إلى تصحيح الحصان ذي التحميل الجانبي خلال المشي عن طريق خفض الربع الجانبي للحافر في سبيل تساوي التحميل خلال المشي. ويمكن استقراء النتائج الموضحة هنا لنبين أنَّ هذا قد يؤدي إلى حمل زائد على الجانب الأوسط خلال الهرولة، وهي مشية أكثر تعرضًا للارتجاجات.“

وأعربت دراسة سابقة عن الفكرة ذاتها. إذ تقول دراسة أيكينز (2015): ”تستند بروتوكولات البيطرة الحالية إلى ضرورة تحقيق التماثل الذي قد يكون غير صحيح أو غير صحي من خلال فرض تماثل القدم على الخيول التي تنزع إلى عدم التماثل بالفطرة.“

وهذا يسلط الضوء على ضرورة تقدير تكوين الأصابع عند تقييم التصادم الأولي وحمل منتصف وقفة الحصان. ومثال ذلك أنَّ للخيول التي تمتد مقدمات حوافرها للأمام تحميل أعلى بكثير على المنطقة الوسطى في نهاية مرحلة وقفة الحصان مقارنةً بالخيول العادية، ولكن يقتصر ذلك على المشي.

 

من المنطقي أن نحقق التوازن الأمثل للنقاط التي سيكون فيها الحافر والإصبع وطرف الجسم تحت أكبر قدر من الحمل. وفي حين أنَّ حالات الهبوط غير المتوازن بشدة مرضية، ولا تشير هذه المقالة بأي حال من الأحوال إلى أنها عديمة الأهمية، فإنَّ قوى التصادم أصغر بكثير من القوى الكامنة في منتصف وقفة الحصان. وبالنسبة للحصان الرياضي، فقد يكون مركز الضغط المركزي خلال المشيات الأعلى أهم من الهبوط المستوي خلال المشي عند التفكير في خطر الإصابة. ويعتبر التوازن الجانبي الأوسط، وسيظل دائمًا، ذا أهمية قصوى، ولكن ربما نحتاج إلى إعادة النظر في مفاهيمنا عن زمانه ومكانه.

وبعد كل ما تقدم، ربما نحتاج إلى أن ندرك أنَّ هذه النتائج جاءت نتيجة التقنيات التي تقيس عدم التماثل متناهي الدقة، وهي حالات الهبوط غير المستوي التي تعجز العين البشرية عن رؤيتها. ويستخدم الكثير من البيطارين الآن هذه التقنيات في ممارساتهم اليومية. وفي ضوء هذه الدراسات، فعلينا توخي الحرص خلال تطبيق هذه الدراسات على الممارسة اليومية، لمن يستخدمون التكنولوجيا ومن لا يستخدمونها على السواء. وكما تقدم ذكره، فمن المحتمل أن تكون حالات الهبوط غير المستوي المرئية للعين مؤشرًا على اختلال وظائف الأعضاء ومن المعروف بالتأكيد أنها تؤدي إلى حدوث أمراض داخل كلٍ من الإصبع (أوسترلينك 2017) والهياكل الأعلى (كيلمارتن 2014). ويمكن أن تنطوي حالات الهبوط غير المستوي على الكثير من مختلف المسببات المرضية؛ وعيوب التكوين (كيرتيس 2002، موكري وآخرون 2021) من الأسباب الشائعة لذلك، إذ تتسبب في سوء شكل الحوافر، أي التوهج الجانبي والتقلص الأوسط وإزاحة البصيلة. ويوصي الباحث، في ضوء هذه الصور أو ما شابهها من أشكال الحوافر الواضحة، بالتدخل للتأثير على الهبوط والتحميل، وإن اقتصر ذلك على تدارك الموقف. ولكن يمكن أن توجد عوامل أخرى تلعب دورًا ربما يستدعي مزيدًا من البحث لفهم نشأة حالات الهبوط غير المتماثل الأكثر عمقًا بالتأكيد، فضلاً عن التعرف على ما إذا كانت تلعب دورًا في ارتفاع نسبة الهبوط الجانبي الذي أظهرته الدراسات سالفة الذكر. فليس كل ما هو شائع صحيح دائمًا.  وفي ضوء الأبحاث الحديثة حول خطوط اللفافة العضلية وإمكانيات تأثيرها على الأنماط الحركية (إلروند وشولتز 2015)، علينا أيضًا مراعاة هذا التأثير بالإضافة إلى المشكلات العضلية الهيكلية الأخرى.

وبعد الانتهاء من مناقشة نظرية التوازن الغامضة وإضافة أبعاد جديدة من التفاصيل الدقيقة إلى المعادلة، فإنَّ الاستنتاج الوحيد الذي يمكننا التوصل إليه يكمن في ضرورة إجراء المزيد من الدراسات التي من شأنها تحديد أهمية هذه النتائج من الناحية السريرية، بالإضافة على التعرف على المرحلة التي تصبح فيها حالات الهبوط غير المتماثلة مرضية.

المراجع

 

C. Rogers, W. Back The effect of plain, egg-bar and 6 degrees-wedge shoes on the distribution of pressure under the hoof of horses at the walk New Zealand Veterinary Journal, 120–124 (2007)

 

A. Mokry, E. Van de Water, H.T. Politiek, D.A. van Doorn, F. Pille, M. Oosterlinck, Dynamic evaluation of toe–heel and medio-lateral load distribution and hoof landing patterns in sound, unshod Standardbred horses with toed-in, toed-out and normal hoof conformation, The Veterinary Journal, Volume 268, (2021)

 

Maarten Oosterlinck, Roxanne Van der Aa, Eline Van de Water, Frederik Pille, Preliminary Evaluation of Toe–Heel and Mediolateral Hoof Balance at the Walk in Sound Horses With Toed-In Hoof Conformation, Journal of Equine Veterinary Science, Volume 35, Issue 7, (2015)

 

M. Oosterlinck, L.C. Hardeman, B.R. van der Meij, S. Veraa, J.H. van der Kolk, I.D. Wijnberg, F. Pille, W. Back,

‎ ‎

Pressure plate analysis of toe–heel and medio-lateral hoof balance at the walk and trot in sound sport horses, The Veterinary Journal, Volume 198, Supplement 1, (2013)

 

J Hagena*, D Mädera, W Wuttkea and M Vogelb, 2017, Immediate, short and long-term effects of hoof trimming on hoof-ground contact in the horse at the walk, The Australian Equine Veterinarian Vol 36 No 1

 

Duckett, D (1990) The assessment of Hoof Symmetry and Applied Practical Shoeing by Use of an External Reference Point. International: Farriery and Lameness Seminar. Newmarket England 2(suppl.) 1-11.

 

 Wilson, A, et at (1998) ‘The effect of foot imbalance on point of force application in the horse.’ Equine Veterinary journal, volume.30, No.6, pp. ‎540-545

 

 van HEEL, M, et al (2004) ‘Dynamic pressure measurements for the detailed study of hoof balance: the effect of trimming” Equine Veterinary Journal, volume 36, No.8, pp. 778-782

 

van HEEL, M, et al (2005) ‘Changes in location of centre of pressure and hoof-unrollment pattern in relation to an 8-week shoeing interval in the horse.’ Equine Veterinary journal, volume 37, No.6, pp. 536-540

 

 Moleman, M, et al (2006) ‘Hoof growth between two shoeing sessions leads to a substantial increase in the moment about the distal, but not the proximal, interphalangeal joint.’ Equine Veterinary journal, volume 38, No. 2, pp. 170-174

 

Kummer, M, et al (2007) ‘Comparison of the trimming procedure of six different farriers by quantitative evaluation of hoof radiographs’ The veterinary journal, volume 179, pp. 401-406

 

Caldwell, M.N., et al (2010) Quantitative Horse Hoof Trimming Protocol for Research Purposes. Forge Magazine, p4-10.

 

Mathers, J, 2011 ‘Summary of Biomechanics of the Equine Distal Limb’. (online) available from:

https://myerscough.instructure.com/courses/6874/files/103239?module_item_id=41429 (accessed 07/09/2017)

 

Kilmartin, R, 2014 ‘Equine Orthopaedic Balance: The Influence of foot balance on the biomechanics of the upper body’. (online), available from:

‎ ‎

http://equineoptions.com.au/images/EOB-Rowan-Kilmartin.pdf (accessed 22/09/2017)

 

Hagen, J, et al (2015) ‘Modifying the height of horseshoes: Effects of wedge shoes, studs and Rocker shoes on the phalangeal alignment, pressure distribution and hoof ground contact during motion.’ Journal of equine veterinary science, volume 53, pp. 8-18

 

Caldwell, M, et al (2015) ‘A test of the universal applicability of a commonly used principle of hoof balance’ The veterinary journal, volume 207, pp. 169 -176

 

Turner, T, 2017 ‘The art and frustration of hoof balance’ (online) The American farriers journal, available from: 

‎ ‎

https://www.americanfarriers.com/ext/resources/images/Marketing/Files/ArtFrustrationOfHoofBalance_web.pdf(accessed 07/09/2017)

 

Johnson. N, 2018, A Quantitative Analysis of the Impulses Affecting the Ridden Horse’s Hoof at Walk, Trot and Canter, personal correspondance

Please note:

You're about to leave this website.

Yes, take me to